22-12-2009
الحركة الإسلامية في كفرقرع تُنظم لقاءاً إيمانياً تحت عنوان،الهجرة دروس وعبر
* الشيخ أ.عبد الكريم مصري : إلى من نام عن صلاة الفجر وقيام الليل نام عليا مضحيا بنفس فى ليلة الهجرة فشتان بين نومة ونومة..* هل تركت وضع المكياج خارج البيت من أجل إرتضاء الله عز وجل، هل تركت علاقة حرام مع زميل لك من أجل إرضاء الله تعالى!! أم ماذا تركت ليقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم " ربح البيع ربح البيع "..*
{wmv}Movie1{/wmv}
نظمت لجنة الدعوة والإرشاد، في الحركة الإسلامية في كفرقرع، يوم الخميس الموافق 1 مُحرم 1431هـ / 2009-12-17 م، لقاءاً إيمانياً في مسجد عُمر بن الخطاب بمُناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، والذي حضره حشد كبير من أبناء كفرقرع والمنطقة.
حيث كان ضيف اللقاء، فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري " أبو أحمد "، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، والذي تحدث فيها، عن الدروس والعبر التي يُمكن أن تُستسقى من الهجرة النبوية الشريفة، حيث طرح الموضوع بأسلوب شيق وجميل، لاقى إستحسان وإعجاب الحضور .
وإستهل فضيلة الشيخ حديثه بعد الحمد والثناء على الله عز وجل بالقول:" إلى من تمكنت الدُنيا من قلوبهم فقيدتهم بقيودها فاقعدتهم عن السير فى طريق الهجرة هجرة الذنوب والمعاصى فلم يلحقوا بالركب. إلى من نام عن صلاة الفجر وقيام الليل نام عليا مضحيا بنفس فى ليلة الهجرة فشتان بين نومة ونومة...".
نحن فى هذة الأيام نقف على أعتاب عام هجرى جديد لنتذكر سويا أيام هجرة رسولنا الحبيب ومن معه من المصطفين الأخيار لعلنا نأخذ منها العبرة والعظة بعد مرور أربعة عشر قرنا على هذا الحدث. ماتت الأشخاص ولكن الحدث باقى شاهد عليهم على عطائهم وتضحيتهم ويقينهم فى الله وثباتهم عند المحن والشدائد . لعلنا إذا تدبرنا فى هذا الحدث العظيم اقتدينا بهم فى حياتنا وكنا معهم على الطريق طريق الهجرة إلى الله..".
وأردف الشيخ حديثه بالقول :" تعالوا لنقتفى أثرهم ونتبع الخطوات لنرى أن كل خطوة رسمت علامة على الطريق إلى الله ولنهاجر بقلوبنا معهم، مع أول درس من الدروس والعبر.
حيث قال الشيخ :" الهجرة تضحية، قال تعالى : " والذين هاجروا فى الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم فى الدنيا حسنة ولأجر الاخرة أكبر لو كانوا يعلمون (43) الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون (44) " سورة النحل،ها هو موقف صُهيب الرومى، لما أراد الهجرة إلى يثرب امتثالا لأمر رسول الله صلى الله علبه وسلم حاول الكفار منعه وقالوا له :" أتيتنا صعلوكا حقيرا فكثر مالك عندنا ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك! والله لا يكون ذلك".
فقال لهم صهيب: " أرأيتم إن جعلت لكم مالي أتخلوني سبيلي؟ قالوا: نعم. فدلهم على ماله وخلوا سبيله. ولما علم الرسول القائد صلى الله علبه وسلم بالأمر قال: " ربح صهيب ربح صهيب...". هكذا ساوم صهيب الكفار بكل ما يملك من مال على أن يخلوا سبيله ويتمكن من الهجرة في سبيل الله ورسوله وليبرهن على أن حبه لدينه أعظم من حبه لماله.
وها هو موقف أسرة أبو سلمه وزوجته تحكى أم سلمه رضي الله عنها القصة على لسانها: لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحّل بعيراً له ، وحملني وحمل معي إبني سلمة ، ثم خرج يقود بعيره ، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأيت صاحبتنا هذه ، على مَ نتركك تسير بها في البلاد ؟) ونزعوا خطام البعير من يده ، وأخذوني ، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد ، وأهووا إلى سلمة وقالوا والله لا نترك إبننا عندها ، إذا نزعتموها من صاحبنا ) فتجاذبوا إبني سلمة حتى خلعوا يده ، وإنطلق به بنو عبد الأسد ،ورهط أبي سلمة ، وحبسني بنو المغيرة عندهم ، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ، ففرق بيني وبين زوجي وإبني، فكنت أخرج كلّ غداة ، وأجلس بالأبطح ، فما أزال أبكي حتى أمسي سبعاً أو قريبها ، حتى مرّ بي رجل من بني عمي فرأى ما في وجهي ، فقال لبني المغيرة ألا تخرجون من هذه المسكينة فرَّقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها ؟(فقالوا إلحقي بزوجك إن شئت ) وردّ علي بنو عبد الأسد عند ذلك إبني، فرحلت ببعيري ، ووضعت إبني في حجري وخرجت تريد المدينة رحلة تبلغ حوالي خمسمائة كيلو مترات بين شواهق الجبال من اجل ماذا وتخيل ماذا يمكنان يحدث لها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كان هجرته إلى دنيا يصيبها أو إمرة ينكحها فهجرته إلى ماهاجر إليه "، هذه المرأة لم يكن معها إلا الله قال تعالى " أليس الله بكاف عبده " سورة الزمر، فليقف كل منا عند نيته قبل أن يتحرك في حياته هذان مثالان لتضحية الصحابة من اجل ماذا ؟ إنه إيمان عميق تمكن من قلوبهم جعل منهم من يضحى بماله ومنهم من ضحى بأسرته فيا فتيات وشباب المسلمين لابد لنا من تضحية من أجل إرضاء الله فهل ضحيت بساعات من اجل قيام الليل بين يدي الله عز وجل..".
وتسائل الشيخ، ماذا قدمنا وضحينا من أجل دين الله تعالى :" هل تركت وضع المكياج خارج البيت من أجل إرتضاء الله عز وجل، هل تركت علاقة حرام مع زميل لك من أجل إرضاء الله تعالى!! أم ماذا تركت ليقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم " ربح البيع ربح البيع " ..، قال تعالى " ومن الناس من يشرى نفسه إبتغاء مرضات الله والله روؤف بالعباد "، وهانحن أمام تضحية سيدنا على رضي الله عنه يوم أن بات في فراش النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاثة عشر عام كيف جرا على ذلك الفعل ليضحى بنفسه ولنسال أين أبنائنا من ذلك الفتى إننا نرى الصبي يكبر ويدخل الجامعة وهو لا زال يستطيع تحمل المسئولية وحتى بعد أن يتخرج ويعمل لا يستطيع أن يتحمل مسئولية بيته فكيف بمن يتحمل مسؤولية الإسلام.
وتابع الشيخ حديثه بالقول :" أتى جبريل جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بأمر الهجرة وقال له لاتبت على فراشك الذي كنت تبت عليه فكان أول ما فكر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أن يوصى على رضي الله عنه برد الأمانات إلى أهلها المشركين أعداءه كانوا قد وضعوها عنده فأي أخلاق هذه التي يتعامل بها النبي الكريم انه صاحب رسالة حتى النهاية ولا ينتصر لنفسه وكيف ذالك وهو من قال " لا إيمان لمن لا أمانه له ولا دين لمن لا عهد له " ونحن قد يكون من أصدقاءنا ممن تركوا عندنا أمانات ولكن تبقى عندنا شهور وسنين ولا نردها لأهلها
الهجرة أخذ بالأسباب : قال تعالى " ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شﺉ قدرا " سورة الطلاق ، عندما هاجر عمر بن الخطاب هاجر نهارا أمام أعين الناس وقال:" من أراد أن تثكله أمه و يوتم ولده و يرمل زوجته ، فليلقني وراء هذا الوادي "
أما الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيتحرى الحذر والحيطة يخرج هو وصاحبه ليلا من الباب الخلفي وفى إتجاه الجنوب ويبعث من يمحوا أثار الأقدام ( عامر بن فهيرة ) مولاه وجعل من ينام في فراشه للتضليل ويمكث في غار ثور ثلاثة أيام كل هذا التخطيط والله قادر على أن يجعلها لا رحلة كما كانت رحلة الإسراء والمعراج في لمح البصر ولكن ليعلمنا درس أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المشرع وهو رجل يهتدي به الناس وليعلمنا ضرورة التخطيط والأخذ بالأسباب والتوكل على الله في النهاية وليس التواكل عن العمل لا أن نسير في الدنيا عبثا دون إتجاه، قال تعالى " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " سورة المؤمنون.
نعصى الله ونفعل كل ما في هوى أنفسنا دون أن ندرى إننا لابد لنا من يوم نقف فيه أمام الله يحاسبنا فيه فهل خططت لحياتك اسمع من يقول أنا أحب الله ورسوله وأصلى وأصوم وأقرأ القرآن أليس هذا كاف فنقول له لا أن هذه هي الرسالة ولكن دون رؤية واضحة في الحياة أنت تحب الإسلام والمسلمين ولكن بماذا تريد أن تخدم دينك ؟ فلتخطط لحياتك في أي شيء أنت بارع لتستخدمه لله منا من تريد أن تنجب جيل صالح فهل خططت لذلك من اختيار زوج صالح وقراءة كتب في تربية الأولاد ومنا من تريد كذا وكذا ..... فهل خططت لذلك قبل أن تفعل أم تحسب إننا خلقنا هبا لا والله لم نخلق لهذا فهلم وخطط لحياتك لتلحق بالركب
وأضاف الشيخ :" الهجرة أخوة، قال تعالى " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين "، نحن أمام مشهد تتجلى فيه الأخوة في أنقى معانيها هذا هو أبو بكر الصديق يهم بالهجرة فيطلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتظر وعندما جاءه رسول الله متخفيا ليخبره أنه أذن له بالهجرة فيكون أول شيء من رد فعل أبو بكر رضي الله عنه " الصحبة يا رسول الله ط سبحان الله كل منهم حريص على صحبة الآخر ليعلمنا درس في أهمية الصحبة على الطريق إلى الله صحبة صالحة قل تواجدها في هذا الزمان إلا من حرص عليها.
ونجد مشهد أخر عند دخولهم الغار لما وصلوا إلى الغار قال له أبو بكر والله لا تدخله حتى ادخله قبلك فان كان فيه شيء أصابني دونك فدخله فوجد فيه ثقبا فشق إزاره وسد به الثقب ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل فدخل فوضع رأسه في حجره ونام فلدغ أبو بكر في رجله ولم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت دموعه على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ فقال مالك يا أبو بكر قال لدغت فداك أبى وأمي فذهب ما يجده و ننتقل إلى موقف المهاجرين والأنصار الذين قال الله تعالى فيهم " للفقراء المهاجرين الذين خرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، أولئك هم الصادقون(8) والذين تبوأوا والدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه، فأُولئك هم المفلحون( 9)، والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم(10)." سورة الحشر، وتابع الشيخ :" ها نحن أمام مثال أخر للإخوة لم تعرف له الإنسانية مثيل ولنتأمل سويا هذا الموقف بين سعد بن الربيع الانصارى وعبد الرحمن بن عوف من المهاجرين يقول سعد لعبد الرحمن بن عوف إني أكثر الأنصار مالا فأقسم لك نصف مالي وانظر أي زوجتي هويت نزلت لك عنها فذا حلت تزوجتها حقا صدق فيهم قول الله تعالى : ( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم) – (الأنفال آية 63).
أن أول ما حرص عليه الرسول الكريم عندما جاء إلى المدينة هو ترسيخ معنى الأخوة في المجتمع الجديد لأنه يعلم أنه بدون أخوة لن تقوم الدولة الإسلامية الجديدة بقى لنا أن ننظر في علاقتنا بمن حولنا هل تحس معنى الأخوة في حياتنا وهل هي أخوة في الخير أم إجتماع على المعاصي ؟؟؟؟
وشدد الشيخ من خلال حديثه بأهمية هذة الآية على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما الذي نتعلمه منها، حيث قال :" لا تحزن إن الله معنا "، تخيل الموقف الرسول وصاحبه في غار ثور العدو أمام الباب وصل إليهم بالرغم من كل الحيطة والحذر ولكن ما بالك باثنين الله ثالثهما وقد قالها موسى لأصحابه من قبل عندما خرج ويتتبعه فرعون وجنوده قال تعالى " كلا أن معي ربى سيهدين "، أي ثبات هذا أما المحن والشدائد قد تمر فتن واختبارات في حياة الإنسان فيكون فيها المتساقطون على الطريق الطريق إلى الجنة..".
أن الثبات في مواقف المحن هو تربية سنوات طويلة كان المسلم فيها على صلة وثيقة بربه ويتقرب إليه أكثر وأكثر صلاة وقيام وقرأة قرآن صحبة صالحة حتى إذا وضع في إختبار قال " لا تحزن أن الله معنا " لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم ينتصر لنفسه في هذه الرحلة لكان تراجع من البداية الطريق ولكنه يعمل لله ولهذا الدين فكان عليه أن يكمل الطريق للنهاية وأنت لمن تعمل لله أم للنفس والشهوات والدنيا تأمل معي قول الله تعالى " ءأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار ".
وإختتم الشيخ أ.عبد الكريم مصري حديثه بالقول :" سورة يوسف لمن تعمل حتى يكون معك عندما تحتاجه بجوارك وقت المحنة وفى النهاية يبقى لنا أن نشير إلى أن الصحابة إتخذوا من الهجرة تاريخ للمسلمين وكان ممكن أن يكون التأريخ من مولد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا دليل على أن الهجرة لها معنى أكبر من كونها رحلة مباركة ولكنها هجرة لنا لقلوبنا تتزامن مع بداية عام جديد نبدأه بهجرة إلى الله من كل الذنوب والمعاصي حتى نلحق بالركب محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته..".
الكتابات والمواضيع المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وانما تعبر عن رأي كاتبها والمسؤولية القانونية يتحملها الكاتب . للتواصل مع موقع القرية نت . عنوان بريدinfo@alqaria.net / هاتف رقم:0507224941